السبت، 18 مارس 2023

اللهو حلما / بقلم / أيمن فايد

 كيف أصبح اللهو حلما وفخرا

وقيادة وأسطورة؟!! ,,
بقلم : صدي البطل ,, أيمن فايد
عندما كان البطل "صلاح الدين الأيوبى" صغيرا يلعب مع الصبية فى الشارع، شاهده أباه فأخذه من وسط الأطفال ورفعه بيده عاليا وكان أباه رجل طويل القامة وقال له:
"ما تزوجت أمك وما أنجبتك لكى تلعب مع الصبية"
الأمة الٱن أمام كلمتين من فتى بطل أرعب بهما أوروبا،
وأيضا أمام كلمتين من شاب يلهو سقطت يهما الأندلس،
قام أحد ملوك الأسبان فى قشتاله بإرسال أحد عيونه إلى الأندلس لجمع المعلومات قبل محاربة المسلمين، تنكر الجاسوس فى زى عربى بعد أن عبر أحد الأنهر، فوجد مجموعة من الفتية يتدربون على رمى الأسهم ووجد فتى يجلس بعيدا عن رفاقه يبكى، فسأله عن سبب بكائه؟!!
فقال له الفتى: رميت عشرة أسهم وأخطأ أحدهم.
فدهش الجاسوس وقال له: لكن هذا شئ عظيم من عشرة تخطأ واحد.
فرد الفتى: لكن فى المعركة، لو خطأ أحد الأسهم فسيقتلنى العدو أو يقتل أحد إخوانى. فزع الجاسوس من الإجابة، وعاد إلي ملكه وأخبره أن لا يفكر فى قتال المسلمين.
وقال له: إذا كان هذا حال الفتية فى الأندلس فما بالك بحال جيوشهم ورجالهم والله لو تذهب سيقطعونك إربا إربا.
مرت السنون وضعف حال المسلمون فى الأندلس وفكر ملك قشتاله بمحاربة أهل الأندلس، عبر الجاسوس أحد أنهار الأندلس، فوجد شابا يجلس على صخرة فسأله عن سبب بكائه؟
فقال له: أبكى لأن عشيقتى تركتنى وهجرتنى.
فابتهج الجاسوس وعاد إلى ملكه وأخبره بما رأى.
وقال إن شبابا هكذا ليس لهم القدرة عن الدفاع عن أرضهم وإن محاربة المسلمين فى الأندلس قد حان موعدها. فحاربوهم ونكلوا بهم وأذاقوهم الويلات.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ترك قوم الجهاد إلا عذبهم الله بالعذاب"
"إذا تبايعتم بالعينة... إلى ( مقولة ) ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
خرج الخليفة "أبو جعفر المنصور" قبل وفاته فى رحلة إلى الحج مصطحبا معه إبنه "محمد المهدى" فأوصاه بإعطاء الناس حقهم وحفظ الثغور وقال قولته الشهيرة: "لقد تركت خزانة بيت المسلمين عامرة فيها ما يكفى عطاء الجند ونفقات الناس عشر سنوات" ربما كان الخليفة العباسى يخشى نفس مصير "دولة بني أمية" فيروى عنه أنه سأل:
أحد حكمائها ذات يوم عن سبب سقوطها فأجاب أمور صغيرة سلمناها لكبار وأمور كبيرة، سلمناها لصغار فضعنا بين إفراط وتفريط.
صدى البطل والفكرة الطيبة
تلكم مقدمة ضرورية لفهم ( الفكرة الطيبة ) التى يعمد أعداء الأمة لمنع إكتمالها أو إيصالها للناس بشتى السبل والوسائل ولم لا؟.. والبطولة هى السنة الكونية الوحيدة المتبقية لكى تخرج الأمة من أزمتها، إنها البطولة التى يظلل تاجها برحمة من الله كل شئ، البطولة بشقيها:-
بطولة الفرد البطل - التى تسمى كرامة. وبطولة الأمة التى تسمى إرادة، والأخيرة معروفة فى علم الثورات بالتهيئة الإجتماعية، التى تتكون من الأحزان النبيلة والأفراح الجادة، وهنا يكمن بيت القصيد.
لأن الإجابة عن كيف أدخل الغرب المرض فى جسد الأمة هو المقدمة الصحيحة لمعرفة كيف يمكننا الخروج من الأزمة؟!!
وقد بدأنا فى البحث عن الإجابة فى المقالين السابقين وهما:-
١- "الأردن والكلام المسكوت عنه للخروج من أزمته"
٢- "هذا بكاء العاشقين"
إن كل ما تحدثت فيه من قبل سواء كان فى الدين أو السياسة كوم، وحديثى الٱن عن ( الحزن والفرح ) كوم ٱخر !!
إن ما عانيته وما زلت أعانيه فى الحديث عن الدين والسياسة، والخروج عن الخطوط الحمراء بمصطلح القوم أصبح كوم، وحديثى فى المقالين السابقين وأيضا فى هذا المقال شئ ٱخر .. لأن الأمريكان قراصنة الطين العفن نجحوا عن طريق أراذل الشعوب أن يفرضوا على الناس الدين الصناعى، والعهر السياسى وبالتالى أصبح الكلام غير منتج لأنك تتكلم فى المرض. أما أن تتكلم عن كيف أصيبت الأمة بالمرض؟.. وبالتالى عن تتكلم عن كيفية الخروج من ذلك المرض وصناعة المصل المضاد فهذا شئ ٱخر تماما؟!!
وقد يقول قائل: ولكنك تبسط وتختزل الأزمة التى تعيشها الأمة فى مسألة ( الحزن والفرح )؟!!
أقول له: عذرا سيدى إنتظرى سيدتى: بعد قليل ستقولون:
يا الله .. يارب .. الأمر فعلا جد صعب!!
١- ما من شك فى أن الصحابى الجليل (أبو ذر الغفاري) كان بطل حقيقى صادق وأمين ولما لا وقد زكاه النبى صلى الله عليه وسلم حينما قال: "أبو ذر أصدق لهجة فى أمتى"
وعندما قال له: "ستعيش وحيدا وتموت وحيدا وتبعث يوم القيامة وحيدا".
هذا البطل عندما أراد أن يحدث تغييرا فى القشرة الخارجية لنظام الحكم لم يوفق بالرغم من كل مناقبه ومٱثره الخلقية والمعرفية، وتم نفيه مرتين: مرة فى الشام عند "معاوية بن أبى سفيان" ومرة أخى نفى أبو ذر إلى الربذة فى الصحراء إلى أن مات، لماذا لم يوفق أبو ذر الغفاري رضى الله عنه؟!! لأن ركيزة وعنصر التهيئة الإجتماعية أى غضبة الجماهير ورغبتها فى التغيير لم تكن متوفرة عند الناس لأن كل شئ من وجهة نظرهم فى لدين والمعايش كان على ما يرام.
٢- عندما أراد "عمر بن عبد العزيز" الخليفة العادل أن يحدث تغييرا فى نظم الحكم الظاهرية لم يوفق وقتل بالرغم من أنه خليفة يحكم ولديه الكثير من البطانة الصالحة، لأن التهيئة الإجتماعية أى غضبة الجماهير لم تكن موجودة أيضا.
٣- عندما أراد "المأمون" بن الخليفة هارون الرشيد الذى لقب بضرة تاج الخلافة أن يحدث تغييرا في نظم الحكم الظاهرية لم ينجح بسبب غياب غضبة الجماهير أى عنصر التهيئة الإجتماعية.
و
٤- لو تقدمنا بالتاريخ ناحيتنا سنجد "محمد تغلق وعليميكار" إثنين من ملوك الهند الإسلامية عندما أرادا أن يحدثا تغييرا فى نظم الحكم الظاهرية، فشلا فشلا ذريعا بالرغم من أنهما ملوك بيدهم الأمر والنهى وتحت إمرتهم الجيوش، ويعزى هذا لغياب ركيزة التهيئة الإجتماعية أى غضبة الجماهير.
فما بالكم والتهيئة الإجتماعية أى بطولة الأمة حاضرة الٱن وكذلك الطرف الثانى من دائرة البطولة حاضر فعمر ميلادة لحظة، وأعداء الأمة يعرفون ذلك الشئ، يعرفون أن دائرة البطولة الحقيقية لو أغلقت بالطرفين عن طريق همزة الوصل المتمثلة فى "القيادة الوسطى" فمن ذا يستطيع فصلها.
تلك إذن هى السنة الكونية التى يخشاها الأعداء، والجذر الحقيقى فيها ( الأفراح والأحزان ) اللذين لو نجحنا فى إستثمارهما بطريقة إيجابية بالتغلب على نقاط ضعف الشعوب المتمثلة فى:-
١- غياب المشروع.
٢- غياب القيادة.
٣- غياب الإعلام الشعبى.
إن أول درس تعلمته فى الإستراتيجية: "إذا كان السلاح فى تطور فإن السلاح المضاد له فى تطور هو الٱخر".
فإن كان العدو قادر على منع (التهيئة الإجتماعية) فى مرحلة سابقة، فهو الٱن فى هذا المرحلة غير قادر على إجهاضها،
ولكن يمكنه إحرافها عن مسارها الإيجابي بمساعدة عملائه أراذل الشعوب لمساراتهم الهروبية السلببة كما فعل "لورانس العرب" فى الثورة العربية الكبرى.
أنا لست هنا واقف على التعددية الثنائية الخبيثة ( المؤيد والمعارض ) لظاهرة لاعب الكرة محمد صلاح، ولكنى أصنع منها بالبعد أو المستوى الثالث كما يقولون عندنا فى العامية المصرية: "يصنع من الفسيخ شربات" فكل الأطراف فى هذه التعددية الثنائية لهم مٱربهم:
١- الخارج يريد حرف غضبة الشعوب عن مسارها الإيجابى. ٢- الأنظمة سواء فى الداخل أو فى المنطقة العربية يحرفون الأنظار عن فسادهم وفشلهم وخيانتهم بهذا اللهو .
٣- المعاضة تريد أن تكسب منها نقاط وذلك بتعرية الأنظمة.
٤- أما أنا فأقول للشعوب لقد نضجت تهيئتكم الإجتماعية، أنتم الٱن أيها الشعوب أحياء فى نهضة قادرون على أن تحزنوا وقادرون على أن تفرحوا، فقط ينقصكم تعديل المسار ، ولو كان فى موضوع محمد صلاح فائدة فهى تلك.
١- صلاح يرد الإحتلال لبريطانيا بالمحبة
ليس طيفه متوفر بالأفق، ليس عندنا صلاح الدين ولا متوفر حاليا عندنا، محمد صلاح فاز بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى الممتاز ففرح العرب ولو بلقب كروى هكذا سخر مذيع قناة الجزيرة "نزيه الأحدب" من المذيع "تامر بسيوني" عندما قال: بريطانيا فى يوم من الأيام إحتلت مصر وفضلت محتلة مصر ٨٠ سنة تذل فينا وتدوس على رقبتنا وتطلع عنينا وتسحب وتنهب خيراتنا "محمد صلاح" الٱن يحتل بريطانيا، لكن الفرق بريطانيا إحتلت الأرض ومحمد صلاح إحتل القلوب والعقول.
٢- الإعلام المصرى ينتقد محمد صلاح
جاء فى موقع صدى البلد الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٨، رياضة، محمد صلاح يفتح النار على إتحاد الكرة المصرى بسبب أزمة الطائرة، عبر النجم المصرى الدولى محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزى عن إستيائه من مسئولى إتحاد كرة القدم المصرى بعد أزمته الأخيرة مع الإتحاد بسبب وضع صورته على طائرة المنتخب فى الدعاية لإحدى الشركات.
وكتب صلاح عبر حسابه على تويتر: "بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا، كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كدا".
وكان "رامى عباس" وكيل صلاح شن هجوما عنيفا علي مسئولى إتحاد كرة القدم المصرى فى أكثر من مرة، وأكد صلاح من قبل أنه يسانده مساندة تامة قبل أن يعلن صلاح عن رأيه لأول مرة.
وأنا هنا أشير بأن الحق كان مع محمد صلاح وأن الإتحاد المصرى وضع نفسه ووضع النظام فى موقف حرج دوليا وداخليا على المستوى الشعبى وعلى مستوى المعارضة التى إستثمرت ببراعة، والحق يقال إن هذه الأزمة التى بينت مدى ضعف النظام، الأمر الذى حدى بالسيسى أن يتدخل لإنقاذ الموقف والذى فى هذه الأزمة لم يستثمر تدخله.
وبالطبع دفع التعويض من قوت الشعب المصرى المسكين.
ما أود أن أشير إليه بالأساس هنا:-
هي تلك التعددية الثنائية الخبيثة المزدوجة التى يدفع ثمنها الشعب المصرى حيث التيه والحيرة والربكة المجلبة للإضطراب النفسى وهذا هو بيت القصيد للغرب ولأراذل الشعوب فى محاولة ماكرة منهم لضرب بطولة الڜعب الحقيقية التى تسمى إرادة.
النظام والمعارضة كل منهما حاول إستثمار شعبية محمد صلاح لصالحة فى مواقف متباينة، بمعنى أدق، عندما كان صلاح فى كنف النظام كانت المعارضة وبالأخص الإخوان وإعلامهم فى الخارج ضد محمد صلاح، وعندما حدثت أزمة صلاح مع النظام تبنته المعارضة، وانظر إلى ما كان يقوله معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع فالأخير كان يقول عنه: ( الفتى التقى الورع المجتهد الساجد )
وهناك الثنائية الأخرى، حيث لكلا الطرفين نظام التفاهة ومعارضة السوء جناحين متضادين فى موضوع محمد صلاح
هدية غير مسبوقة أم مسروقة؟!!
محمد صلاح يتلقى هدية "غير مسبوقة" من المملكة العربية السعودية، قررت السلطات السعودية إهداء لاعب المنتخب المصرى الأول لكرة القدم ونجم فريق ليفربول الإنجليزى، هدية صغيرة، بعد حصولة على جائزة أفضل لاعب بالدورى الإنجليزى، ووفقا لصحيفة "سبق" السعودية، كشف رئيس المجلس البلدى بمدينة مكة المكرمة، فهد الروقي، أن السلطات السعودية قررت إهداء محمد صلاح قطعة أرض بمكة بعد حصولة على جائزة أفضل لاعب بالدورى الإنجليزى.
وقال الروقي، في تصريحات للصحيفة السعودية.
"هناك أوجه وخيارات عدة فى إهداء قطعة الأرض.
وذلك حسب الكابتن محمد صلاح، ووفقا للنظام، ففى حالة إجازة النظام تملك أرض للكابتن فسوف تكون فى منطقة مكة، خارج حدود الحرم، أو يتم عمل وقف على هذه الأرض تحت رعاية إمارة المنطقة، كبناء مسجد أو نحوه. وأضاف الأسباب التى دعتنا لإعلان هذا الإهداء هو دعم شباب القدوة، أمثال الكابتن محمد صلاح، تحت إسمه ورعايته، وإذا رغب في الإستفادة من قيمة القطعة فستباع، ويتم تسليمه مبلغها. وتابع هذه الهدية ما هى إلا إعزاز بالنجم المصرى المعروف بأبو مكة وبأخلاقه الكريمة، وقيمته الرفيعة، فهو خير من يمثل نشر رسالة الإسلام السمحة فى بريطانيا، وهو أيضا قدوة وسفير للمسلمين فى بريطانيا، وجميع أهالى مكة المكرمة يعتزون به، ويقدرون كل قدوة فى العالم الإسلامى.
رأى الشيخ الشعراوى فى لاعبي كرة القدم
المذيع: العالم النهارده كله بيشاهد وينفق بعض من وقته فى مشاهدة الرياضة وبالأخص كرة القدم فما رأيك؟.
الشيخ الشعراوى يا سيدى: هذا صرف للشعوب عن شغل العقل بما لا يهم، هذه هى المسألة، ثم سأل الشيخ المذيع:
كم فريق عندي؟.. فأجاب المذيع: ١٠٠
فسأل الشيخ: وكم عدد اللاعبين؟
أجاب ٣٠ يعني ٣٠٠٠ فقال الشيخ: يبقي ٣٠٠٠ أجسامهم كويسة يبقى أعمل بيهم إيه؟!!
المذيع: لكن فيهم من يقتدى به عشرات الأولوف ويشاهدوهم الشيخ: يعنى مشاهدة متعه، هو ماله ومالى أنا؟ هو بيشاهد واحد بيلعب أنا دخلى إيه بقة؟!!
يا سيدى الفاضل: اللعب فى وقت لا تكليف فيه، واللهو فى وقت فيه تكليف، فإلعب ما شئت لوقت قد ينفعك حين تبلغ. المذيع: إذن لا يحق له الإفطار؟.. الشيخ الشعراوي: إفطار إيه يا شيخ .. المذيع: لو كان داخل بطولة إفريقية؟
الشيخ الشعراوى: بطولة إفريقيا هى إيه؟!!
المذيع فى كرة القدم.
الشيخ الشعراوى: يعنى إيه فتوة پيعرف يجرى .. إدينى حاجة يبقى تنفع فيما بعد .. أنا بأعلمه الخيل تنفع مطية فى الحرب .. أعلمه السباحة ثلاثة أرباع الكرة الأرضية مايه .. أعلمه الرمى لأنه ينفعه، أجعل لعبه يمكن جدا قد يحتاج إليه.
الحكم الشرعة فى لعبة الكرة وغيرها
للشيخ الألباني: اللعب بالكرة لا يخرج عن أى لعبة أخرى يتعاطاها المسلم، فهى داخلة فى عموم قوله - عليه الصلاة والسلام:- ( كل ما يلهو به ابن ٱدم فهو باطل إلا رميه عن قوسه وتأديبه لفرسه ومداعبته لأهله والسباحة ).
لقد ذكر النبى هذه اللعبة والملاهى التى كان يلهو بها الناس يومئذ، فاستثناها من اللهو الباطل، ويجب أن نتنبه هنا بمناسبة هذا الحديث بأمرين إثنين:-
الأول: أن الحديث - كما سمعت بلفظ ( باطل )، وليس بلفظ ( محرم ).
الثانى: أننا إذا إنتبهنا لهذا الفرق، فحينئذ نعلم: أن هناك فرقا فقهيا - أيضا - فإذا كان الحديث بلفظ ( باطل )، فلا يعنى أنه بمعنى حرام، لأن الباطل أشبه ما يكون من حيث المعنى المراد منه هو اللهو.
أما المحرم ، فهو حكم صريح فى وجوب الإبتعاد عنه، إذا عرفنا ذلك، فحينئذ نستطيع أن نقول: إن كل لهو يلهو به الإنسان فى أى زمان ومكان، فهو لغو باطل لا أجر له، هذا إن نجا من الإثم، والإثم قد يأتي من ذات النوع الذي يلعب به، وقد يأتى مما يحيط بنوع اللعب الذى يلعب به، ولنضرب على ذلك مثلين إثنين، فالأمر كما قال تعالى: ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ).
المثلان اللعب بالنرد، واللعب بالشطرنج - فاللعب بالنرد منهي عنه بالنص ولذاته، فقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( من لعب بالنردشير ، فكأنما غمس يده فى لحم خنزير ودمه ).
والنص الٱخر هو: ( من لعب بالنرد، فقد عصى الله ورسوله ).
لذا لا بجوز اللعب بالنرد لذاته لما فيه من هذأ الترهيب الشديد
أما المثال الثانى: كما ذكرت - أنفا - اللعب بالشطرنج، لا يوجد هناك حديث صحيح فى النهي عن اللعب به وإذا الأمر كذلك، فما حكمه؟!.. لا نستطيع أن نقول إنه حرام، لأنه لم يرد فيه نص، ولا نستطيع أن نقول: إنه مباح مطلق، لأنه داخل فى الحديث الأول، وهو ( كل لهو ) فإن خلا عن شئ من ذلك جاز اللعب به من باب الترويح على النفس ليس إلا كما يقال:
إذا عرفنا حكم هذين المثالين إنتقلنا للجواب إلى الجواب عن السؤال: وهو اللعب بالكرة.
فهذه اللعبة، لعبة الكرة ليس فيها ما يخشى منها سوى ما قد أشرنا إليه - أنفا - مما يتعرض له اللاعب بالشطرنج، فينبغى أن نقيد الجواز بتلك الشروط. أولا: أن لا يكون سببا فى إضاعة بعض الصلوات. ثانيا: أن يكون اللباس شرعيا ساترا للعورة. فلو فرضنا أن هذه اللعبة خلت من هاتين الظاهرتين المخالفتين للشرع، ولكنها تنمى وتقوى فى نفوس اللاعبين بها روح الإنتقام، والحقد، والتغلب بالباطل على الخصم، فحينذاك يكون هذا الأمر من جملة الأسباب التى ينبغى منع تعاطى هذه اللعبة ) إنتهت فتوى الشيخ الألبانى التى إختصرتها.
أفخاى أدرعى مفتيا لعلماء السوء والسلطة
هنا تثور عدة أسئلة أليست هذه المخالفات الأربعة التى ذكرها الشيخ واقعة بالفعل ليس فحسب على اللاعب بل على الجمهور أيضا؟!!
أليس هذا وقت جد وليس وقت ترويح عن النفس ومتعة كما يقولون نعم وقت جد للمسئولين واللاعبين وكل المسلمين الذين سلب منهم القدس؟! وفى نفس التوقيت أوليس الأعداء هم المستفيدون منه اقعدونا عن فعل الفرض وحماية الأوطان من عدوانهم وبطشهم، والأكثر من ذلك أننا نوصفهم بالمتحضرين الذين يكفلون للمسلمين حقوقهم ويقدمونهم دون تعنت وعندهم حرية المعتق بتركهم اللاعب يسجد أمام الجماهير ، وهذا أصلا لا يجوز شىرعا فيه كلام،
ناهيك عن تركه ساعتها للفرض دون غضبه منا وإمتداحه فى سجدة أمر بوقفها.
ثم تكون الكارثة التىةنحن بسببها نكتب هذا الموضوع وهى: الإجهاز علي روح التهيئة الإجتماعية بطولة الأمة التى تسمى إرادة وحرفها عن مسارها الطبيعى والشرعى وتفضيتها من محتواها ثم بعد ذلك تأتى الضربة الكبرى للجماهير وهى الحرب النفسية أنظروا لقد خرجتم وراء الكرة التى هى عندكم أهم من القدس ودماء المسلمين وأعراضهم وثرتم وتوحدتم على الحرام ولم تتوحدوا على كلمة الله وعلى كتابه وسنة نبية .. وفى الشهر الفضيل ( رمضان ) قمتم ولم تقعدوا علة كتف أصيب فى اللعب ولم نرى لكم قائمة على القدس وحرمات الأوطان والبلاد والنساء التى قتلت على يد الصهاينة والصليبيين في نفس التوقيت.
لقد نكلتم بالأبطال الحقيقيين بصمتكم وهم يفعل بهم الأفاعيل، بل وشاركتم فى التنكيل بهم، نعم سيقولون لكم هذا قريبا لكى يثبتوا لكم أن العيب فيكم وليس فى أراذل الشعوب - قادة الرأى المزيف وجماعات الفرقة - ومعهم أسيادهم قراصنة الطين العفن - الأمريكان - وجبارى الزيف - اليهود والماسون - وسيتلون عليكم الٱيات والأحاديث بدعاة السلاطين والدعاة الجدد وبأوامر من شيخهم "أفخاى أدرعى" المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي .. نعم سيأمرهم بتلاوة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ). وسيقول لهم قولوا للشعوب:
"كما تكونوا يول عليكم" .. "ومن جنسكم سلط عليكم" والحكام ماهم إلا منكم فإن كنت صالحين أتوا صالحين وإن كنتم طالحين فهم عقوبة لكم كما كان الحجاج بن يوسف الثقفي عقوبة
إنها مدرسة الحب والجهاد
أنا لست ضد البطولة أو ضد الرياضة، أو ضد الحب. فحياة الإنسان لا تستقيم إلا بمبدأ وبحب .. وأنا أتنفس من رئة عشق ومن رئة جهاد فى نفس الوقت .. والجهاد قمة الحب، وقمة الرياضة .. لذلك أصبحت حياتى ( حب فى حب ) من أجل ذلك فتحت مدرسة للحب لا يدخلها إلا الأخيار أصحاب القلوب الطاهرة.
بالفعل أحسست أن الله قد عجل لى مكافأة الجهاد قبل النهاية، لم أرى مثلها فى الأرض يوما إمرأة لابد أن أجاهد ألف مرة كى تكون زوجتى، لابد أن ألقى الشهادة ألف مرة كى تأنس وحدتى .. هرولت ناحية العبور .. أمسكت كتفى، وقالت: جواز ساعة، وقد قبلت!!
فارتعدت حين أبصرت العيون، كحطن أمى والوطن، ورأيت فوق ما تحمل مخيلة جمال، وشعرت بشق صدرى، وانشراح وأحسست أن رحلة الإسراء أوشكت الحدوث.
عانيت أشد ما عانيت حين حاولت العبور دون رد، فلقد قبلت فكرة زواجها ثم رحلت .. سلمت عاصمة القلب للسماء، وعزمت أن أبقى المجاهد، وأعلنت أسفى لكل شئ ورفعت رايات الحداد للقلب الممزق من الندم...
عندما تغادر عاصمة القلب فلابد وأن يكون لأمر جلل، أو ربما لإشتياق يفوق طاقة القلب المحلق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق