أنظمة ومعارضة أحمق من هبنقة ,,
بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد
أنشد أبوالطيب المتنبى قائلا:
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
يقال عنه أنه من أعيا العرب، ويُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ في الحُمْقِ. ولابن الجوزي، في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين، أخبار كثيرة عنه منها:
من حمقه أن جعل قلادة فى عنقه من ودع وعظام وخزف وقال أخشى أن أضل نفسى ففعلت ذلك لأعرفها به، فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه إلى عنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخى أنت أنا فمن أنا؟!!
وأضل بعيرا فجعل ينادى من وجده فهو له.
فقيل له: فلم تنشده؟!!
قال: فأين حلاوة الوجدان .. وكان إذا رعى غنما جعل يختارالمراعى للسمان وينحى المهازيل ويقول لا أصلح ما أفسده الله.
إن المقارنة أم لكل العلوم، فهى عدسات كاشفة توضح الواقع المعاش فهى توضح موجودا ولا توجد مفقودا.
وأسوق لكم مشهدين للتدليل على الحالة الراهنة التى نحياها الأمة وأخص بالذكر "مصر نموذجا"، لكى نرى كيف فاق مستوى حمق الحكام الثلاثة حمق هبنقة نفسه سواء كان "مرسى الإسلامى" أو "عدلى منصور العلمانى" أو "السيسى العسكرى" وأنا لا أقصد أنهم يمثلون أنظمة حكم حقيقية لا أبدا فهم حكام ولا يحكمون، وقضاة ولايقضون، وقادة ولا يقودون، إنهم (عمالقة وهم) سواء كان موقع كل قبيلة بدائية من هذه القبائل الثلاثة فى نظام التفاهة أو فى معارضة السوء فجميعهم أراذل شعوب!!
لأن أنظمة الحكم لدينا نحن دارسى العلوم السياسية ثلاثة: نظام حكم رئاسى، نظام حكم برلمانى، نظام حكم إنتقالى،
ثم نقوم بجمع المشهدين فى صورة أسئلة مصاغة حتى تتم عملية المقارنة .. ولقد إخترت ثلاثة مواقف للأحمق:
"يزيد بن ثروان" بالرغم من كثرة مواقفه ليعبران عن حالة التيه والحمق والسفه - وإن لم تكن كذلك فهى إذن الخيانة بالصد عن سبيل الله من قبل القائمين على الحكم سواء أنظمة أم معارضة فكلهم الآن بعد اكتمال الدورة أصبحوا كيان واحد واحد تماما كما بدأوا مع بعضهم البعض فى الترتيب والتنفيذ فى ثورة الربيع العربي فكلهم تحت رعاية ؟الأيدى السوداء) اليهود والماسون والأمريكان اتضح ذلك فى إشتراكهم فى ثورة الذل والعار أو بعد إعلان عملية التزاوج أو بإشتراكهم فى تحميل الشعوب فشلهم وجرائمهم فى حق الدين والبلاد والعباد ولا أسب أحد فالمسلم ليس بسباب ولا لعان إنه تقرير لواقع أليم بعد عملية تشريح لجملة من مواقفهم المخزية.
قالوا قديما: "الله يلعن اللى يسب الناس.
فرد قائلا: الله يلعن اللى يحوج الناس لسبه".
١- المشهد الأول تجربة عشتها فى أرض الجهاد سنة 1987،
٢- المشهد الثانى تعلمته فى المرحلتين الإعدادية والثانوية،
٣- المشهد الثالث متروك للقارئ بعد جمع المشهدين وتحليلهما للإجابة عن سؤال: هل الأنظمة والمعارضة صالحة، أم تائة، أم سفية، أم خائنة؟!!
المشهد الأول: تجربة على الطريق
كنت حريصا ورفيقى الفلبينى المدرس بكلية الشيخ سياف العسكرية على زيارة مولوى "فضل الرحمن" ذلك الطيب ذو القناعات الخاصة التى يرتكز عليها بثقة جريحة .. ورأيته وجها يحمل تقاطيع الهم البشوش .. وعيون وحدها تستطيع أن تنطق صمت الشجن تخبر عن رحلة صبر طويلة .. واستسلمنا لحوار طويل معه، لكنه لم يستسلم للقذائف المصاغة فى مفردات وأسئلة بعضنا.
- يا شيخ حضرتك أهل سنة وجماعة فلماذا قبلت التعاون مع الشيعة بل قبلت أفكارهم ورضيت بها منهجا لأهل الإقليم الذى تحت إمرتك؟.. أهذا مقابل التمويل؟!!
انفرجت تجاعيد وجه الرجل تخفى حزنا واضحا ورأيت ربما للمرة الأولى فى حياتى جرحا يبتسم ويتكلم .. يا بنى عندما تأخذك مقاديرك وتضعك أمام إختيار واحد .. فإما هو أو هو .. وكذلك على الصراط .. العودة نار والوصول جنة .. فان قبلت سلكت وسلك من معك .. وإن رفضت هلكت وهلك من معك .. والمسألة ليست أنا فقط ولكنها من معى أيضا .. هذه الفئة المؤمنة تحتاج سلاحا وغذاءا وأدوية وليس أمامى اختيار إلا أمريكا أو إيران، فاخترت أسهل الصعبين وأهون الضررين.
بالفعل الرجل كان من أوائل القادة الأفغان الذين أعلنوا الجهاد ضد المحتل الروسي ولكن لم يعترف به مثل باقى القيادات الافغانية السبعة التى بالمناسبة كان أربعة منها على الأقل إخوان مسلمين، قلت له سيدى: أنتم القادة الأفغان لماذا اختلفتم إلى سبعة قيادات؟!!
لماذا لم تتوحدوا؟!!
هل اتفقتم على ألا تتفقوا ؟!!
- فرد قائلا : يا بنى إذا كنا نحن الأفغان سبعة غرف فأنتم العرب ولا الطيارة البوينج فى أحدث رقم لها.
عموما أنا مستمتع جدا إنكم ضيوفى، تعرفوا أحسن حاجة ممكن نعملها إيه؟ تعالوا نأكل "توت "
(فعلا لما الأمور تبقى كلام مش فعل بتزود الجرح ما بتطيبهوش) كان الرجل يحاول أن يخفى دمعة بعد أن قال هذه الجملة التى تحمل ألما غير عادى وجرحا وانتظارا .. ولكن هيهات!!.. فابتسامة الرجل تسير إلى شفتيه فى خطا ثقيلة ولن يعلن بعد رحلة عودتها .. لكنه كان يرمقنى بنظرة فيها رأيت الشيخ "أبو أسامة المصري" تلك النظرة أعرفها.
إنها نظرة شيخى ومدربى أبو أسامة التى توصينى دائما بتوخى الحذر والحيطة وأن أنتمى للجميع وليس لأحد بعينه أو لجماعة مهما كانت .. وقررت أن تكون زيارتى تلك هى محور التقرير الذى طلب منا نحن "كوماندوز وارسك" لكى يتم التخرج من الدورة التدريبية الأولى والتى لا يمكن الإلتحاق بمعسكر وارسك للدخول فى الدورة التدريبة الثانية إلا بعد إجتياز هذا التقرير الميدانى بنجاح وكان لمجموعة 23 مطلق الحرية فى إختيار الموضوع .. وكان موضوعى مختلفا تماما عن باقى مواضع الإخوة وجاء مختصرا جدا كأنه رسالة تليغرافية من عدة كلمات: (جاجى ماجى كافتيريا العرب!!!)
وجاجى من أجمل بقاع العالم وكانت منتجعا صيفيا للملك الأفغانى "محمد ظاهر شاة" وكانت بها أقوى جبهات المجاهدين الأفغان العرب.
- أبو أسامة لكن حل مشكلة التمويل والسلاح صعب.
- أيمن: مش صعب يا شيخ .. بالعكس. دا إحنا ظروفنا أحسن بكتير دلوقتى .. كان أبو أسامة يستمع إلى بإهتمام وكأنه ترك أذنيه فى لسانى وأنا أحدثه عن كيفية قدرتنا على هزيمة مشكلة التمويل ومعضلة السلاح...
المشهد الثانى: أهم إحتياجات الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم ( فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) لابد أن نصنعه كما فعل "محمد على" ذلك الألبانى الذى قدم مصرا فى جيش لطرد الفرنسيين وحكمها .. وواجهته مشاكل تتمثل فى فرنسا وانجلترا والمماليك فاستطاع أن يستوعب كل تكنولوجيا صناعة الأسلحة ويقيم صناعة متطورة لأسلحة أذهلت أوروبا وجعلت أحد مستشارى "نابليون بونابرت" يقول: مشيدا بما صنعته أيدى مصر. "يمكن مقارنة هذه المدفعية الممتازة بمدفعية الجيوش الأوروبية، وعند النظر إليها يعجب المرء بقدرة السلطة التى جعلت الفلاحين جنودا صالحين إلى هذه الدرجة" إن المصريين لم يقفوا عند صناعة أسلحة توازى الأسلحة الأوروبية فحسب بل سبقوا أوروبا صنعوا سفنا خارقة فكانت إنذارا.
يقول: أحد قادة الشر: "من المستطاع التحقيق من أن قسما من التنسيقات المرعية فى بناء السفن الحربية الفرنسية وجدت فى السفن التى أنشئت فى القطر المصرى قبل وجودها فى فرنسا بزمن طويل، أى أن ترسانة الإسكندرية سبقت ترسانات أوروبا من الوسائل الحديثة فى بناء السفن" وقال آخر: "إن دار السفن فى الإسكندرية التى كان العرب يقومون فيها بكافة الأعمال والتى كان باستطاعتها أن تنافس كل دور بناء السفن فى العالم تشير بوضوح إلى ما يمكن عمله بهذا الشعب، وقد لا يتمكن الأوروبى أبدا من هذه النتائج المدهشة بمثل هذه الدهشة"!!
ولكى يتسنى بناء جيش حديث كان لابد من توسيع دائرة التحديث والنهوض بالمجتمع والإعتماد على القدرات المحلية إذ لا يمكن الإعتماد على السلاح الخارجى لأنه غير مضمون ويعرض المشاريع العسكرية والزراعية بل والدولة كلها لخطر جسيم، إضافة إلى التكلفة الباهظة التى يحتاجها.
- عاصمة القلب: الآن فقط تأكد (أبو أسامة) مما كان يخشاه .. لقد بدا قلقا أكثر مما كان .. لقد أدرك الآن أن ما أعده لك (صدى البطل) على مدار عام تختصره الآن فى أربعين يوما .. إن لك قدرة غريبة على إختصار الزمن مثلما فعلت فى الأسبوع الذى قضيته معى .. لم يكن سبعة أيام .. لم يكن يوما واحدا .. كان سبعة دقائق .. كنت أنصت إليكما لعلى أسمعك تتحدث عنى فى تقريرك ولكن بلا جدوى.
فأبو أسامة منتبه وأنت تتحدث .. وفجأة قاطعك !!
ولكنك تتحدث عن حلم ومن الأحلام ما قتل.
- أيمن: ليس حلما سيدى وإن كان فمن السهل تحقيقة، بل لا أخفيك سرا أننا ربما نكون هنا فى أرض الجهاد لنساعدهم لا لنقضى عليهم .. لذلك قررت بعد إذنك يا شيخنا أن لا نرفع هذا التقرير إلى الأخوة وبالذات أخونا أسامة بن لادن.
فاذا أردنا أن ننقذ مولوى فضل الرحمن وغيره من الشيعة فسنتكلف كثيرا وستعاود إيران وأمريكا الكرة مع أشخاص آخرين من الأفغان على غرار مولوى فضل الرحمن فيتم إستنزافنا وهكذا وكأننا نعالج أوراق الشجرة الفاسدة ورقة ورقة فحين أن المشكلة تكمن فى الجذر نفسه.
سيدى لقد تعلمنا منك أن هناك أولويات وهى كيف نصنع من حروف الأرض احتياجاتنا من الطعام والسلاح، وكيف نبنى لأنفسنا إستراتيجية نجابة بها الإستراتيجية الأمريكية استراتيجية (تعدد الوسائل أو البدائل) التى تعتمد فى العمل على الشئ ونقيضة.
- رد الشيخ أبو أسامة: ولكن هذه المسألة ستكون فى رقبتك يا أيمن فكما أن الدول حيث تضع نفسها فكذلك المرء حيث يضع نفسة وكانت هذه الإشارة بداية تكليفى بوضع المشروع، ولأن صناعة إستراتيجية تحتاج لصياغة أهداف وما الأهداف إلا نواة المشروع الذى تحتاجه الأمة إنه مشروع روح البطولة.
المشهد الثالث: وحدة المشهدين
بحمع المشهدين السابقين يتضح لنا بلسان الحال الذى وصلت إليه الأوطان ولسان الحال خير من لسان المقال أن هذه الأنظمة الثلاثة فى مصر بعد نكسة ( اليربوع العربى) على كل الأصعدة خلقيا ومعرفيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا ليست أنظمة صالحة .. وليست أنظمة تائة.
لأن التائة سواء كان تائها فى البر أوالبحر أوالجو أو حتى فى نفسه إذا ما قدمت له الإشارات والعلامات التى تنجيه يفرح وهؤلاء القبائل البدائية الثلاثة قبائل الثورة العربية الإسلاميين والعلمانيين والعسكريين، وأنا شخصيا قدمت لهم الإشارة تلو الإشارة من قبل الوقوع فى الخطر إنذارا وتحذيرا وليس إشعارا، نعم أثناء الأمر المخوف منه وبعده ولم يأخذوها متعمدين.
أما عن كونهم حمقى فالأحمق يؤذى الكل ويؤذى نفسه وليس كل مرة يؤذى أحد بعينه وهو ( الشعب ) بالفقر والجهل والمرض والخطر وتحميله مسؤلية الفشل عما آلت إليه الأمور فى الٱونة الأخيرة.
إذن لم تبقى سوى المسألة الرابعة وهى ( الخيانة ) وبالمناسبة عقوبة السفه هو الحجر مصدقا لقول الله تعالى:
( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ).
وهنا لفته عظيمة الشأن وهى أن هذه الأموال هى فى الأصل أموال هؤلاء الناس ولكن عندما وقع منهم السفه أصبحت هذه الأموال ملكا للمجتمع لأن المال فى الأصل مال الله سبحانه وتعالى. فما بالكم إذا وقعت جملة شئون الحكم الداخلية والخارجية وإدارة شئون البلاد والعباد فى يد السفهاء؟!!
انظروا إلى لجل المشاريع وآخرها المنطقة الصفراء:
(العاصمة الإدارية الجديدة) التى بنيت على غرار المنطقة الحمراء عاصمة الخطيئة فى لاس فيجاس الأمريكية، والمنطقة الخضراء فى بغداد مقر المحتل الأمريكى وأعوانه فى بلاد الرافدين العراق المحتل .. تجد أن القاسم المشترك فى الثلاثة هى أمريكا ومن يحبون الشيعة والشىء بالشىء يذكر هناك منطقة صفراء فى العراق لإيران ومليشياتها ومعهم عمار الحكيم.
وأخيرا إن عملية تحليل المشهدين السابقين متروكة للقارئ بل متروكة لكل الجماهير للإجابة عن حالة (أراذل الشعوب) الأنظمة العربية والمعارضة والمنافقين:
هل هى صالحة، أم تائة، أم سفية، أم خائنة؟
وتسألنى عن رأيى؟
أقول: إنهم خونة نتيجة لحمقهم الذى فاق حمق هبنقة وانهم سفهاء وأصحاب جهل مركب لذا وجبت أن تكون الثورة الحقيقية عليهم وعلى من صنعوهم معرفية خلقية وثورة العدد والضخامة أى الوحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق