من ذكريات بلدنا الأندلس
بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
يا قبلة العلم والعرفان أنت شذا
جلى الوجود بأقمار وافلاك
ما زلت في القلب والعينين ماثلة
رياض عصر سما تبدين عيناك
تلك الأزقة،تلك الدور تسكنني
و يسكن القلب ورد من حناياك !
يا تربة قد زكت ريحا ومنبجسا
و الغيث يكلمها من دون أمساك
و الشمس تلقي بتبر خالص شغفا
يثير بعثا بأفاق و مغناك
و النهر يجري و يسقي الأرض مبتسما
يزيل هما عن المكروب و الشاكي
هو الربيع انجلى وردا ورائحة
و عزف طير شدا شوقا لرؤياك
هذي الصروح صروح العلم شامخة
عمت نسائمها كونا ومجراك
حسناء ،حسناء ،يا عزفا و ياوترا
و يا رياحين طل زان مرأك
تناثر الحسن من عينيك مزدهيا
تيجان أس و ازهارا برياك
هنا بنوك أقاموا كل خالدة
للمجد يحيا بترنيمات ذكراك
و صيروا الكون مرجا أسرا عبقا
راياته رفرفت تجلو مراياك
تلك المعاهد كم أذكت ،وكم فتقت
مواهبا للورى من فيضك الزاكي
هي القيود قيود العسف انكسرت
و العدل قوضها ،جلت عطاياك
أضحى الأديم اخضرارا باهرا و سنا
و الناس ابتهجوا في ظل لقياك
دين حنيف علا بالناس قاطبة
زانت تعاليمه كونا وإياك
هي الرياض أبت من بعد قاصمة
الا الظهور على عسف وأشواك !
و الشمس ترقى سماء طاب منظرها
في أرض اندلس ،أجمل بمرماك
صوت البلابل يردي ناعقا و أسى
و ليل عسف طوى أبهى مزاياك
يا وادي السحر و الريحان انت مدى
من المباهج قد لاحت بشراك
هذ الضباب يلف اليوم حاضرتي
و ينثني الورد من بطش و اهلاك
دون اللقاء عهود طاب منشقها
وعزم نشء بدا يرجو محياك
غدا سألقاك أماه وفرحتنا
تطوي السماوات ما أحلاه لقياك !
نصوص لألاء يوم مشرق خضل
و ننسج المجد ممزوجا برياك
يا أيها النشء : حلق للعلا ومنى
تثير عزما وبعثا باهرا ذاكي !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق