مصر ليبيا الجنوب العربى ثلاثية
النصر فى عصر المحاربين الشرفاء ,,
بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد
تلاوة القرآن الكريم عبادة عظيمة الثواب يحصل القارئ على عشر حسنات مقابل كل حرف من حروف الهجاء لأى كلمة يتلوها، يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:
ألم حرف: ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ) رواه الترمزى وغيره وصححه الألبانى.
المقصود بالحرف فى الحديث الشريف أحد حروف الهجاء، وليس الكلمة، إذا فمصر ستذكر إلى قيام الساعة مصداقا لقول الله عز وجل: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لا حافظون )
وكلما ذكرها الذاكر يحصل على ثلاثون حسنة فمصر يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى إنها سنة كونية، قدر ، ولكى تضرب مصر إلى حين من ضعف أهلها وضعف من المسلمين، لابد أن يكون هذا أيضا عن طريق سنة كونية، ولكى يتم انقذها، فالحل أيضا يجب أن يكون بسنة كونية.
قال رسول صلى الله عليه وسلم: ( إن القدر والدعاء يعتركان فى السماء أيهما أشد انتصر )
وعليه فإن أى حل آخر لن يكتب له النجاح، بل ستكمن فيه العلة وتزداد الأزمة التى صممت لتبتلع أى حل، فالأزمة التى وضعنا الأعداء فيها تزداد قوة وعنفوانا وتزداد تعقيدا كالمادة الفيزيائية التى تزداد تماسكا وصلابة كلما ذهبت لتفكيكها، قال نابليون بونابرت: "لا يوجد غير مصر واحدة"
من هنا وعى الكونجرس الأمريكى أهمية مصر وقالوا:
"لن نترك مصر تفلت منا إلا بقتال".
لقد جمع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كل السنن الكونية فى حربهم ضد مصر .
١- العامل التاريخى. ٢- العامل الإقتصادى.
٣- العامل الإجتماعى. ٤- العامل الجغرافى.
٥- العامل العسكرى.
وهذا ما حدى "بهيلارى كلينتون" أن تقول: "لن يكلفنا غزو العرب شيئا بعد اليوم .. هم سيقتلون أنفسهم بأيديهم".
وكان هذا تحت مبدأ "الفوضى الخلاقة" أو "المنطق المشوش" - الغائم - والسؤال الآن ما السبيل للخروج من هذة الفتنة؟!!
أولا: تحديد زمانها ومكانها ودور كل من له دور فى إتمامها حيث لا نترك منفذا لها.
ثانيا: أن نكون فى جو من التفاعل القوى مع مجموعة الوسائل التى إتخذها ( أراذل الشعوب ) المنافقون بتنظيماتهم الأربعة عشر وأعوانهم الأمربكان (قراصنة الطين العفن ) ومعهم ( جبارى الزيف ) الماسون واليهود وأخيرا الخونة ( عمالقة الوهم ) أنظمة التفاهة العميلة ومعارضة السوء الأشد عمالة، وذلك فى مخططهم لسقوط الأوطان.
ثالثا: يجب الأخذ بعين الإعتبار أن فى مواجهة الفتنة نسبة خسارة وقدرا من التضحية وهناك غالبا إختيار بين شرين للوصول إلى خيرهما كما فى قولة عمر المأثورة: "ليس العاقل الذى يعرف الخير من الشر ولكنه الذى يعرف خير الشرين"
وحقا إن مصر سنة كونية وعاها سيدنا "عمر بن الخطاب" وسيدنا "عمرو بن العاص" رضى الله عنهما. حينما ذهب القبطى ليشكو لسيدنا عمر بن الخطاب جور وظلم المحتل الرومانى، متحملا الأهوال فى طريقه من مصر إلى المدينة بعد أن سمع عن عدل الإسلام وإنصافه للشعوب المضطهدة، هذه الأهوال ترجمها عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص على أنها الجاهزية من الشعب المصرى، أى التهيئة الإجتماعية أحد أهم ركائز الثورة الحقيقية الثلاثة مع ركيزة البطل الكرامة المتمثلة هنا فى هذا الموقف فى سيدنا ( عمرو بن العاص ) مع الركيزة الثالثة وهى ذروة الثقة فى عدل الإسلام، للتصدى للمحتل الرومانى الذى يسوم الشعب المصرى سوء العذاب.
وعلى إثرها تحمس سيدنا عمر بن الخطاب لإنفاذ فتح مصر بالرغم من علمه أن الأمر ليس بالسهل على أرض الواقع.
نعم الفاروق عمر خاف على الإسلام كدين وليد لعلمه بأن مصر بوتقة ينصهر فيها أى وافد إلبها.
فالإسكندر الأكبر دخلها ولكنه تمصر ولبس زى أهلها وتكلم بلغتهم وعبد آلهتهم. وكذلك المسيحية دخلت مصر فتأثرت بالتثليث ( الأب والإبن والروح القدس ) التى توازى العقيدة الباطلة عند المصريين ( إيزيس وأوزوريس وحورس )
ولقد ظهر هذا التخوف عندما أرسل سيدنا عمر رسالة لعمرو بن العاص يقول له فيها "إذا لم تكن وصلت لموقع كذا فارجع" لكن سيدنا عمرو بن العاص فطن لفحوى الرسالة ولم يفتحها إلا بعد أن وصل المكان الذى يجيز له مواصلة التقدم.
وهذا دليل آخر من سيدنا عمرو بن العاص على أهمية مصر بالنسبة للإسلام، لأن الإسلام لا يمكن أن ينتشر إلا بدخول مصر ، وكانت الإشكالية بل المعضلة الكبرى بين أهمية مصر للإسلام. وفى نفس الوقت الخوف من مصر على أن تصهر الإسلام.
وهنا تكمن العبقرية والذكاء الإجتهادى والحكمة فى التعامل مع هذه المعادلة المعقدة ( عمرو بن العاص ) يتخوف من ضياع الفرصة المتمثلة فى (جاهزية الشعب المصرى) أى بطولته التى تسمى إرادة التغيير والثورة على الرومان.
الأمر الثانى: خوف عمرو بن العاص من ضياع الفكرة الطيبة الفكرة البطلة ( الإسلام ) وهنا يكمن السؤال المفتاح:
كيف حل سيدنا عمرو بن العاص هذه المعضلة؟!!
والإجابة تكمن فى القوانين الأربعة التى سنها وفرضها على جيش المسلمين قليل العدد جدا جدا وعلى المصريين:-
١- قانون الرباط. ٢- قانون الإرتباع.
٣- قانون الضيافة. ٤- قانون الهجرة.
ٱن لنا أن نتصور خطورة الموقف وشراسة الهجمة على مصر. الصحابة عمر الفاروق المبشر بالجنة خليفة المسلمين وعمرو بن العاص داهية العرب خافوا على الإسلام أن يصهر فى بوتقة مصر يا الله .. فما بالنا الآن ونحن نخشى أن تصهر مصر وتقسم ويؤول الأمر فيها إلى الخراب والدمار والمجاعة والحرب الأهلية ووقوعها تحت الإحتلال بضياع نيلها وإغراق أهلها بالديون الربوية التى أصبحت تمثل خطرا ورقابة استراتيجية على محاولة إنقاذها، وكذلك الحال لجناحيها فى معادلة النصر سواء كانت ليبيا الخضراء أو الجنوب العربى.
الذين يمثلان لمصر جناحين تطير وتحلق بهما لنشر الخير والأمن فى ربوع المنطقة، فليبيا والجنوب العربي بمثابة قدمين تسير على الأرض بهما مصر أو يمكننا القول أنهما بمثابة ذراعين تسبح بهما مصر فى بحر هائج متلاطم الأمواج لتصل إلى بر الأمان!!
لذلك فإن خطة العنكبوت الأسود الأمريكية تتمحور حول كسر الجناحين وكسر القدمين وكسر الذراعين وإستبدالهم بأطراف صناعية تتحرك بالريموت كنترول معدة سلفا حتى تصبح مصر دولة الكأن أوشبه دولة أو دولة فقيرة جدا وذلك بإحتلال ليبيا والجنوب العربى لأنهما الدولتان الوحيدتان اللتين تستطيعان تقديم كل مايلزم مصر فى المشروع الحضارى ( لعصر المحاربن الشرفاء ) وفى نفس الوقت على التوازى ضرب البطولة المصرية المتمثلة فى إرادة الشعب وفى البطل الفرد الكرامة بمسارات المنافقين الهروبية.
يالها من أزمة وفتنة تتعرض لها مصر الآن ولا أدرى ماذا كان سيقول العبقرى "جمال حمدان" قى هذا المشهد وهو صاحب مقولة: "أقوى ما فى مصر قوة وحدة نسيج شعبها".
هذه القوة التى أضاعتها مؤامرة (ثورة الكذابين ويصدقها الجهلاء ) المتمثلة فى ثورة ٢٥ يناير الأمربكية وكذلك فى ( ثورة الجهلاء ويصدقها الكذابين ) المتمثلة فى ٦/٣٠ بعد أن ضيعها قادة الجيش عن عمد يوم ٧/٣ حقا إنها قضية ولا أبا بكر لها.
عن أنس رضى الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر رضى الله عنهما بعد وفاة النبى صل الله عليه وسلم - انطلق بنا إلى
( أم أيمن ) - رضى الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يزورها فلما أتيا إليها بكت.
فقالا لها: ما يبكيك؟!!
أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟.. قالت: بلى إنى لأعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم - ولكن أبكى أن الوحى انقطع عن السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها، خرجه مسلم
أم أيمن تعلم أن الفتن كما أخبر الصادق الأمين ستكون كقطع الليل المظلم فى أمتة، ستكون فتنة يصير فيها الحليم حيران .. وهذه الفتن تحتاج إلى اجتهاد بعد أن انقطع الوحى. لذلك بكى أبو بكر وعمر لبكاء وفهم السيدة بركة أم أيمن.
إذا القضية تحتاج إلى أبطال والبطولة سنة كونية سادسة. عمرها لحظة وهذا ما يرعب الغرب ويرعب أمريكا وهى تجابهة سنة كونية عدوة لها بفعل عوامل السقوط التى تتعرض لها ويتعرض معها لنفس المصير ( عصر المتكسبين ) التى تقوده مثل ( العامل التاريخى والعامل الإجتماعى والعامل الإقتصادي والعامل الجغرافي والعامل العسكري ) الذى تشرحه نظرية "تعاقب الدورات الإجتماعية" هذه السنن الكونية المهدده بزوال المدنية الغربية، وزوال عصر المتكسبين الرأسمالي الثانى، ومجيء ( عصر المحاربين الشرفاء ).
هذه السنة التى تعمل أمريكا على الخروج منها ولإعادة دورة حياتها .. حيث تقوم برمي المسلمين وذلك بفعل "إستراتيجية قلب معدلات القوى" بالعوامل الخمسة المهددة لها هى.
وفى نفس الوقت تقوم - أمريكا - بمحاربة السنة الكونية السادسة المتمثلة فى البطولة بشقيها:
بطولة الأمة والتى تسمى إرادة وبطولة البطل الفرد والتى تسمى كرامة، وهى التى نستطيع أن نجابه بها الخطة التى يعمل بها الأعداء فى حربهم ضدنا. وأن نخرج من المتاهة التى أوقعونا فيها.
لكن المشكلة تكمن فى أن القيادات الموجودة الآن ليست مثل أبى بكر وعمر وعمرو وخالد بن الوليد وصلاح الدين وقطز وبيبرس لا فى التقوى والصلاح، ولا فى الحكمة والذكاء والإبتكارى، والأنكى والأمر أنهم أصبحوا كعمالقة وهم أنظمة تفاهة ومعارضة سوء وأراذل شعوب علينا لا حوالينا ومما يزيد الطين بلة أن القوم الفاسقبن لا يحبون الناصحين ويحاربون كل قول رشيد، ويطيعون كل شيطان مريد،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق